أحد أكثر العناقيد النجمية لمعانًا في السماء , وأكثرهم شهرة بين النجوم , المذكور في أدب الصينيين القدماء , والذي تطيّرت به العرب , وابتهجت لظهوره القبائل التركية القديمة : عنقود الثريا.
وهو عنقود نجمي يقع في كوكبة الثور , تحديدًا يمين كوكبة الصيّاد , يتكون عنقود (الشقيقات السبع) وذلك حسبما سماه العرب والإغريقيون , من 400 إلى 500 نجمة , تستطيع أن ترى 12 نجمة منهم بالعين المجردة في أفضل الأجواء (بعيدَا عن أماكن التلوث الضوئي , وبنظر حادّ) بينما تستطيع رؤية 6 إلى 7 نجوم في الأجواء المعتدلة.
العالم المعروف غاليليو غاليلي كان أول من استطاع أن يرصد عنقود الثريا بواسطة المنظار , حيث تمكن من رصد أكثر من 45 نجمة في العنقود , الأمر الذي تستطيع أصغر المناظير الآن رصده بكل سهولة , أصبح العنقود هدفًا للمصورين (وللراصدين) المبتدئين ; وذلك بسبب وضوحه وسهولة رصده , وجمال نجومه , ولأنه كثيرًا ما يقترن ببعض الأجرام السماوية , مثل القمر , وكوكب المريخ.
بسبب تركز نجوم العنقود في منطقة تعتبر صغيرة فلكيًأ ; استنتج العلماء أن النجوم لا تزال نجومًأ شابة , ولكن فيما بعد اكتشفوا أنه لا توجد بينهم أي نجوم عملاقة حمراء , وهذا ما أكد الإستنتاج السابق , لتجري الأبحاث والدراسات والحسابات الفلكية المعقدة بعض الشيء , لتقول أن عمر النجوم لا يتجاوز 120 مليون سنة , لتؤكد أن النجوم لا تزال صغيرة في العمر.
استطاع الإنسان منذ القدم رؤية بعض نجوم العنقود بالعين المجردة , ومن هذه النجوم : النجم أطلس , وبلييوني , وألسيوني , وإلكترا , ومايا , وسالينو , وتايغيتا , هؤلاء هم من يمثلون الشقيقات السبع حسب الحضارة الإغريقية , وحسب الحضارة العربية.
بسبب وضوحه وجماله , سحر عنقود الثريا الإنسان حتى ما قبل التاريخ , إذ ذكر العنقود في الأدب الصيني منذ قرابة التاريخ 2350 سنة ما قبل الميلاد , سموه الصينيون "نجوم الزهرة" , وتغنوا به العرب في قصائدهم , وفي معرفة الأجواء.
حررت المقالة من قبل / تركي الدعيج