التلسكوبات

التلسكوبات هي أدوات أساسية في علم الفلك، وتستخدم لرصد الأجرام السماوية مثل النجوم والكواكب والمجرات. هناك نوعان رئيسيان من التلسكوبات البصرية التي يستخدمها علماء الفلك وهواة الرصد: **التلسكوبات الكاسرة** و**التلسكوبات العاكسة**. لكل نوع منها تصميمه الفريد ومميزاته وعيوبه. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل خصائص كل نوع من التلسكوبات، وكيفية عملها، واستخداماتها.


التلسكوبات الكاسرة (Refracting Telescopes)


 ما هي التلسكوبات الكاسرة؟

التلسكوبات الكاسرة هي أقدم أنواع التلسكوبات وتستخدم العدسات لتجميع وتركيز الضوء. تم اختراعها في أوائل القرن السابع عشر، وتُعد تلسكوبات غاليليو واحدة من أولى الأمثلة الشهيرة على التلسكوبات الكاسرة. 


 كيفية عملها

يتكون التلسكوب الكاسر من عدستين رئيسيتين: العدسة الشيئية (العدسة الأمامية الكبيرة) والعدسة العينية (العدسة القريبة من العين). تقوم العدسة الشيئية بتجميع الضوء من الجسم المرصود وتركيزه لتكوين صورة في البؤرة. ثم تقوم العدسة العينية بتكبير هذه الصورة لكي تظهر بوضوح للمراقب.


 مميزات التلسكوبات الكاسرة


1. صور واضحة وحادة: لأن العدسات لا تعاني من مشكلة انعكاس الضوء كما في التلسكوبات العاكسة، فإنها توفر صورًا عالية الوضوح بدون تأثيرات ثانوية مثل الزيغ الكروي.


2. صيانة منخفضة: لا تتطلب التلسكوبات الكاسرة تعديلًا دوريًا للمرايا، مما يجعلها خيارًا ممتازًا للهواة الذين يبحثون عن أداة موثوقة وسهلة الاستخدام.


3. جودة عالية في الرصد الكوكبي: التلسكوبات الكاسرة ممتازة في رصد الكواكب والقمر، حيث يمكنها توفير صور دقيقة للتفاصيل الصغيرة.


 عيوب التلسكوبات الكاسرة


1. الزيغ اللوني: العدسات في التلسكوبات الكاسرة تعاني من مشكلة تُعرف بالزيغ اللوني، حيث ينكسر الضوء بأطوال موجية مختلفة بشكل غير متساوٍ، مما يؤدي إلى ظهور هالات ملونة حول الأجسام المرصودة.


2. ثمن مرتفع: بناء عدسات كبيرة وعالية الجودة يتطلب تقنيات متقدمة ومواد مكلفة، مما يجعل التلسكوبات الكاسرة أكثر تكلفة من التلسكوبات العاكسة ذات الحجم المماثل.


3. حجم ووزن كبيران: كلما زاد حجم العدسة الشيئية، زاد طول ووزن التلسكوب، مما قد يجعله غير عملي في بعض الحالات.


التلسكوبات العاكسة (Reflecting Telescopes)


ما هي التلسكوبات العاكسة؟

التلسكوبات العاكسة، التي اخترعها إسحاق نيوتن في القرن السابع عشر، تستخدم المرايا لتجميع الضوء بدلاً من العدسات. تُعد التلسكوبات العاكسة أكثر شيوعًا في الأبحاث الفلكية والمرصدات الحديثة.


كيفية عملها
يتكون التلسكوب العاكس من مرآة أساسية كبيرة مقعرة تجمع الضوء وتعكسه إلى نقطة بؤرية. تُوضع عادةً مرآة ثانوية مسطحة في مسار الضوء المنعكس لتعكسه إلى العدسة العينية أو إلى جهاز تسجيل، مما يُتيح للرصد أو التصوير.


مميزات التلسكوبات العاكسة


1. لا يوجد زيغ لوني: التلسكوبات العاكسة لا تعاني من الزيغ اللوني لأن الضوء لا ينكسر من خلال عدسات، بل ينعكس فقط من المرايا.


2. أرخص تكلفة في الإنتاج: المرايا أسهل وأقل تكلفة في التصنيع من العدسات الكبيرة، مما يجعل التلسكوبات العاكسة خيارًا اقتصاديًا نسبيًا للحصول على تلسكوبات كبيرة الحجم.


3. إمكانية بناء تلسكوبات كبيرة الحجم: يمكن صنع التلسكوبات العاكسة بأحجام ضخمة، مثل تلسكوب هابل الفضائي أو التلسكوبات الأرضية الكبيرة، التي تستخدم في الأبحاث الفلكية المتقدمة.


عيوب التلسكوبات العاكسة


1. صيانة أكبر: التلسكوبات العاكسة تتطلب تعديلات منتظمة للمرايا للحفاظ على توافقها، وهي عملية تُعرف باسم المحاذاة (collimation).


2. التنظيف والحماية من الغبار: مرايا التلسكوبات العاكسة عرضة للتلوث بالغبار أو الأوساخ، مما قد يؤثر على جودة الرصد.


3. ظاهرة الزيغ الكروي: إذا لم تكن المرايا مصممة بشكل صحيح، فقد تعاني التلسكوبات العاكسة من مشكلة الزيغ الكروي، حيث تكون الصورة غير واضحة في أطراف العدسة العينية.

حُررت المقاله من قبل/ عبدالرحمن الجديد

تم عمل هذا الموقع بواسطة